بين الحين والآخر تراني أكتب في موضوع بعيد عن الرياضة عندما أتأكد أن هناك ظلما بينا يحتاج إلى توضيح وأنا على قناعة أن كبار المسئولين في هذا البلد يرفضون الظلم ويتحرون العدالة.. ولأن الموضوع يخص طالبا في عمر الزهور فأنا أراه جزءا من شباب مصر يرى حلمه في البالطو الأبيض والسماعة يتبخر.. والسبب الجامعة الأهلية في بنها ولا أعرف إن كان هذا هو نظام الجامعات الأهلية في عموم مصر أم أنها جامعة بنها فقط وخاصة في القطاع الطبي.
المسألة ببساطة ودون تعقيدات.. محمد حسين طالب مثل مئات الآلاف من طلاب مصر متفوق وكان أول مدرسته ومن أوائل محافظة القاهرة في الإعدادية بعد أن حصل على الدرجات النهائية تقدم إلى الثانوية ويحدوه الأمل أن يكون مثل شقيقه من أوائل الجمهورية ويلتحق بطب قصر العيني.. ولكن حدث في الأمور أمور ولسبب أو آخر حصل على 90% ووقع تحت رحمة مكتب التنسيق الذي اختار له كلية الصيدلة جامعة القاهرة.
حلمه في الطب وعلى هذا الأساس تقدمت أسرته وسحبت ملفا من جامعة بنها الأهلية للالتحاق بطب بنها الأهلي وحسب مجموعه فإنه لا بد أن يكون من أوائل المقبولين ولكن الصدمة أنه لا طب ولا شيء لأن اللي سبق أكل النبق!
مكتب التنسيق هو الشيء العادل في عموم مصر لا يفرق بين طالب وآخر.. فقير وغني، صاحب منصب وعامل نظافة… فما زال هو رهان العدالة الناجز بعيدا عن المقابلات الشخصية وامتحانات الشفوي التي تضيع فيها الحقوق.
أنا أعرف بحكم المنطق والعقل أن أي جامعة في الدنيا تستمد سمعتها من النظام فيها، بمعني أنك لا بد أن تكون حريصا على تشجيع المتفوقين على الانضمام لجامعتك حتى تؤكد مبدأ الشفافية والنزاهة.
ماذا يكون شعور المسئول عندما يفشل طالب صاحب الـ90 % في الالتحاق بالكلية التي يرغبها علما بأنه سيكبد أسرته كل غال ورخيص وهناك من هو صاحب الـ83 % يجلس قدما على أخرى في كلية طب بنها الأهلية..؟!
أين العدل؟!
أي عدل نتحدث عنه أمام هذا الانحراف الخطير ولمصلحة من؟!!
لقد استفسرت من مسئولين عديدين عن السبب ربما تكون هناك قاعدة قانونية خافية علينا ولكن كل مصادرنا أكدت أن الاختيار يفتقد المعايير العادلة ولا أحد يعرف من هو صاحب القرار؟!!
هل هو الأستاذ جمال سوسة رئيس جامعة بنها الأهلية؟! أم هو وزير التعليم العالي؟!! أم المجلس الأعلى للجامعات..
غرض في نفس يعقوب
من المؤكد أن هناك مصلحة لهذا أو ذاك في قبول طلبة بمجاميع أقل لغرض في نفس يعقوب وإن كان هذا الكلام غير صادق فليكشفوا لنا عن أوراقهم السوداء التي أهدرت حقوق شباب في مقتبل العمر.
نحن ذاهبون وسيبقى هؤلاء الشباب ليحمل الراية فلا يجب أن نحطمه من الداخل ونشعره بالظلم لأننا سنخرج شبابا غير أسوياء نفسيا لأنهم يرون أن هناك من أقل منهم قد حصل على حقهم!!
لا ناقة لي ولا جمل.. ولا محمد حسين من عيلتي ولكني غيور على بلدي وأتمنى أن يحصل كل صاحب حق على حقه.
هذه قصة مهداة إلى كل صاحب ضمير في بلدنا وأنا على يقين أن هناك مسئولين كبار لا ترضيهم مثل هذه الأساليب الرخيصة في التعامل مع الشباب.. ويبقى الملف مفتوحا حتى يحصل محمد حسين على حقه.
ملحوظة
بعد إلحاح من أسرة الطالب وافق مسئولو الجامعة على إلحاقه بكلية طب الأسنان.. شفت رحمة أكتر من كده!!
يعني محمد حسين أبو 90 % يدخل أسنان وزميله صاحب الـ85 % يدخل الطب.. لا تعليق.. الخبر اليقين عند كبار المسئولين لا الوزير ولا رئيس الجامعة.
المصدر ..فيتو